في قرية السنافر

كان يا مكان
في حديث العصر والزمان
قرية افتراضية دايرا بيها البحار ومليانة بالأنهار والوديان
الشمس فيها ديمة زارقة والعصافير ديمة تزقزق

يعيشوا فيها مدونين بسلام وأمان
ولم يذكر التاريخ حدوث لا جرم ولا عدوان

المدونين جايين من جميع الأقطاب ومن مختلف الاتجاهات
فيهم من اليمين ومن هو من اليسار
ومن من أهل الدين و الفضل و من أهل النبيذ والخمر



ساعة ساعة تلحم بيناتهم وتاكل بعضها
لكن كلهم حبيبات والأمور فيسع ترجع إلى مجراها

ساعة ساعة يغطسو يحكيو في حكايات فارغة وماهياش مهمة
أما تلقاهم رايضين عاملين كيف

ساعة ساعة يدخلو في نقاشات ويجبدو مواضيع توزن طورناطة

و في يوم من الأيام دخل القرية
أحمق الخلق شديد الغباء
طاغية الزمن قليل الحياء
فحجب وصادر و منع حرية الفكر والإبداع
و جعل من نفسه سيداً للبطش و الطغيان

فكانت القطرة التي أفاضت كأس الحياة

تغششو المدونين و إستنكرو و تجمعو قدام مدونة واحد منهم

كانك من الشباب وعلى لسان المدون شاطر قالو

لولاد معادش ينفع فيها كان الحرقة
سيبوني نتصرف في فلوكة وفجاري انشالله نقصدو ربي للطليان

المدون مفكر
إن فلسفة الهجرة هي الرائجة اليوم ، واعتبار شدّ الرحال إلى الخارج هدفاً جديدا يتبارى في الحديث عنه كل الناس في كل الأوقات وتحت أي ظروف
الهجرة يا مدون شاطر هي سنّة كونية حتى الحيوانات إذا رأت نفسها في الخوف أو ضغط الظروف فإنها تهاجر لاستمرار حياتها
والمهاجر تتفتح له آفاق كثيرة ويرى ويتعلم أموراً كان يجهلها ، ويحصل على مغانم كثيرة

أما برى يا ولدي سا.فا.با نعطي روحي للموت في جرت حرقة للطليان
أنا بش انهج لكندا و... بالطيارة
احنا الأدمغة ما نلقاو قدرنا كان عند الڨوِّرَة

المدون فنان وهو يتنهد
هنا ...الناس جهلت فني و نكرت عشرتي... باش نمشي لباريس غادي يفهمولها

المدون شجاع
هذي أرض أجدادي و احبابي
مانيش متحرك من القرية متاعي سوف أدافع عنها بكل استماتة وانا على يقين بالنصر


المدون شاعر: يقول أبو القاسم الشابي
إذَا مَا طَمَحْـتُ إلِـى غَـايَةٍ رَكِبْتُ الْمُنَى وَنَسِيتُ الحَذَر

وَلَمْ أَتَجَنَّبْ وُعُـورَ الشِّعَـابِ وَلا كُبَّـةَ اللَّهَـبِ المُسْتَعِـر

وَمَنْ لا يُحِبّ صُعُودَ الجِبَـالِ يَعِشْ أَبَدَ الدَّهْرِ بَيْنَ الحُفَـر





المدون غضبان

أنا أكره الحفر

أنا أكره التفكير
أنا أكره الحلول
أنا أكره اليمين
أنا أكره اليسار
أنا أكره الضحك


المدون القزوردي
أنا لا أوافقكم
فقد تبين أن قريتنا تعيش أجواء من الفرح العارم والتفاؤل بمستقبل مشرق ومزدهر في ظل القيادة الرائدة والحكيمة لبابا مدون



المدون الديني
سوف اطلب من الله عز وجل أن ينصرنا على العدوان و على القوم الظالمين
اللهم بسطوة جبروت قهرك , وبسرعة اغاثة نصرك , وبغيرتك لانتهاك حرماتك , وبحمايتك لمن احتمى بآياتك نسالك يا الله يا الله يا الله يا سميع يا قريب يا مجيب يا سريع يا منتقم يا جبار ....يا

المدون اللا ديني
يزيتشي بلا ريق ... كان احنا في الوضع هذا اليوم راهو الكلو من ثقافة الإستبداد المستمدة من الدين متاعك

بما أن الحكايات في عالم الخرافات ما تنتهي كان بالشيخات

فقد أسرع الحكيم بابا مدون لإيجاد الحلول
وأبرز خليطا كيميائيا يعتني بحفض سره
يؤدي إلى الشعور باللذة والفرح والمرح

فما كان من سكان القرية إلا أن عادو الى مدوناتهم فرحين مسرورين