عم حسن هو عطار حومتي القديمة..رجل طيب وناس ملاح..عندو حوينتة صغيرة موش كبيرة أما فيها كل شيء..حليب الغولة تلقاه عندو
كنت صغير مع أولاد الحومة ديما باهتين فيه
كان لا يعرف لا سبت لا أحد لا هذا عيد الشغل لا إستقلال
لا يهتم بحكاية الشطوط و لا البحر ولا هذا كونجي ولا خلاعة
ظروفو صعيبة وما تسمحش
يخدم على رويحتو من الصباح لليل ويصور في خبزتو بعرق جبينو
كنت صغير نشري من عندو المجلات الأدوات المدرسية الستيلوات الكراريس البيس والزرابط ... أمي تبعثني نشري محسوب كل شيء من عندو... تطلبو في أي حاجة ما يردهاش لتالي
عم حسن ...نلقاشي عندك
كيلو طماطم... رطل مقرونة... ثلاثة أنبوبات... و زوز مراول خلعة
ديما الله يبارك ..تفضل وليدي... هاي قضيتك... وهاو باقيك... وسلم على بوك
كنت حتى فخور به ياسر...ماشي في بالي إلي عم حسن أول إنسان في الجمهورية التونسية إكتشف الكسكروت بالسردينة...إكتشاف كبير ياسر خلى حومتنا تزدهر إقتصاديا وتشع ثقافيا على كافة الحوم المجاورة وتخلي الخدامة وقت الفطور يقصدوها أفواجا أفواجا من كل صوب في اتجاه حانوت عم حسن
اليوم حانوت عم حسن سكر بعد مقاومة دامت سنوات باش يخلي بلاصة لأكبر الماركات العالمية والمحلية كارفور وجيان ومونوبري باش يخدمو على رواحهم ويصورو خبزة زادة هوما
ما نعرفش شنية حياتو...شنوة عامل..كيفاش عايش...عندوش تقاعد ...أما الأكيد أنو لا هو الأول لا الأخر...هو -فقط- مجرد ضحية "ثقافة الاستهلاك"....ثقافة خلاتنا نراو في الإستهلاك علامة الرفاهية والتقدم وننساو أن التقدم الحقيقي هو إلي يوفر للناس الكل ظروف عيش كريمة...نلقاو رواحنا ننقاد بإنصياع لسيادة المال والمظاهر وننساو إلي تجارة التفصيل هذي (كيما العطارة والخضارة) كنا نلقاو فيها (وما زلنا) نوع متاع تسهيلات كيما القرب...الأوقات المناسبة...الكريدي.. والعلاقة الخاصة والشخصية إلي تجمعنا بصاحب المحل...التطور والحداثة عمرها ما كانت نكران عشرة... تخلي عن إنسانية ... ولا تعامل بلامبالاة وعدم اكتراث مع حق بعض تجار التفصيل في حياة كريمة أو هي نهاية حياة كريمة
6 commentaires:
بورتريه رائع يعطيك الصحّة
تعرف دوف ؟ كلّ حومة و ليها عمّ حسن متاعها إلّي بلعته ماكينة التقدّم
فضلا عن اختصاصات و أنواع متاع تجارة و صنعة تجاوزهم الوقت و ماعدناش نشوفوهم و ما قعد منهم كان أسماء أسواقهم كيف السرّاجين و الدبّاغين و القلاّلين و غيرهم برشة
تحيّاتي
نعم صديقي كم هو جميل أن نقرأ من حين إلى آخر نصا سمته الكتابة العاشقة.. أن يكتب الطفل فينا أي الصدق فينا كم هو جميل أن تتساءل عن عم حسن في دوامة اليومي والعادي والخانق
تحية إلى كل عم حسن في كلّ حومة لا يزال يساعد على ضيق العيش وضنك الحياة
شكرا دوفيتش على هذا النصّ في مثل هذا الوقت الرديء
اضافة ممتازة الى اخبار ذلك البلد، وما بقي من ذلك البلد
رجعتنا لأشياء كدنا ننساها ...شكرا
مرحبا مرحبا بالجميع...نورتو المدونة
ولادة
كنت شاكك في عم حسن عندو فرع في كل حومة :)
أما بالفعل ..كلاتهم ماكينة التقدم واحنا نتفرجو و موش عارفين كيفاش نعاونوهم ...شكرا على مرورك
باخوس العظيم
شكرا صديقي على المرور و التعليق
فررر
سينون...عندك الطقس باهي موش دوني...وثما بحر جهة السواحل الشرقية (؟؟؟) هههه
الحلاج
عيشك صديقي ...شكرا على مرورك
Enregistrer un commentaire